آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۶

چکیده

إن الدراسات والأبحاث الکثیرة التی تناولت علاقة الموشحات بالشعر العربی تراوحت بین موقفین متباینین: أولهما دراسات لم تجد فی الموشحات الأندلسیة خروجاً على نظام الشعر العربی، وثانیهما دراسات وجدت فی الموشحات خروجاً وانزیاحاً على عمود الشعر الخلیلی فی الوزن والقافیة واللغة، ولکن الموشحات من وجهة نظر أخرى سواء أکانت على أوزان الخلیل أم على إیقاعات الخرجة العامیّة، فقد جمعت بین علاقتین: علاقة بلغة الشعر وأوزانه، وهی عربیة صحیحة لا خلاف علیها وعلاقة مغایرة لها تماماً، وهی تعبّر من خلال لغتها وأوزانها عن ثقافة العامة وأغانیها الشعبیة ذات العلاقة ببیئة الموشح الذی خرج ، من قریب أو بعید، على إیقاعات عمود الشعر الخلیلی. غیر أن هذا الخروج لا یمثّل انقطاعاً تاماً عن الشعر، ولا یکرّس الشذوذ فیه، ولا یشکل قاعدة مستقلة لها لغتها وأوزانها الخاصة بها، بل هی تجربة متولدة من صلب الشعر، جاءت لتُغنی مسیرة تطوره بالعدول والخروج على العرف وعلى أسلوب الإیقاع، فکانت تجربة نقد ومخالفة ، ولیس تجربة ناسفة، حیث قامت على منطق التطور والتکمیل لا منطق التبدیل. ومن هنا انصب اهتمام البحث على الإیقاع والتلحین، وذلک من خلال العلاقة القائمة بین التلحین الموسیقی والموشح، وما یترتب على ذلک من تأثیر الخرجة العامیّة والخرجة الرومنثیة اللتین بُنی الموشح على إیقاعهما الموسیقی الذی لا یخضع لأوزان الشعر الخلیلی ، وهذا أمر یرجّح فرضیة أن الموشح نُظم لیُغنّى لا لیُقرأ کما یُقرأ الشعر.

تبلیغات