آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۰

چکیده

الاغتراب هو وعی الفرد بالصراع القائم بین ذاته وبین البیئة المحیطة به بصورة تتجسّد فی الشعور بعدم الانتماء والسخط والقلق والعدوانیة وما یصاحب ذﻟک من سلوک إیجابی أو شعور بفقدان المعنی واللامبالاة والانعزال الاجتماعی وما یصاحبه من أعراض إکلینیکیة، وهو ظاهرةٌ بارزةٌ فی العصر الحدیث، فالأدب فی مثل هذه الظروف ینعدم فیه الاستقرار والهدوء، فمن هنا غلبت فکرة الاغتراب فی الوقت الحاضر على تجربة الشعراء. هدفَت هذه المقالةُ دراسةَ أنواع الاغتراب فی شعر "علی فودة" الشاعر الفلسطینی المعاصر (1946-1982م) والسبب فی اختیار هذا الشاعر یعود إلی أن هذا الشاعر لا یعرفه الطلّاب والباحثون کما یستحقّه، فدراسة شعره من خلال الفحص عن أقسام الاغتراب فی حیاته یسدل الستار عن کثیر من الزوایا الخفیة فی شخصیته. کذﻟک قَصدَت المقالة الکشفَ عن توظیفه بعضَ الآلیّات التعویضیة إزالةً لهذا الشعور وکلّ هذا عبر المنهج الکیفی الذی یعتمد علی الوصف والتحلیل. إضافة إلی هذا، دَرَسَت ردّةَ فعل الشاعر وتعامُلَه تجاه اغترابه، ووصَلَت إلی أنّ اغتراب هذا الشّاعر ظَهَرَ متمثّلاً فی الاغتراب الاجتماعی، والسیاسی، والنفسی، والإخوانی، والزمانی، والمکانی. وظّف هذا الشاعرُآلیات لدفع اغتراباته کتکرار الألفاظ الدّالة عن الاغتراب واستخدام أسلوب الحوار فی اللجوء إلی الطبیعة والاستئناس بها وخطاب أمّه المیّتة عند الحنین إلی الطفولة، وأیضاً الخشوع تارة والسّخط تارة أخری.

تبلیغات