آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۰

چکیده

المقاربة السیمیائیة اختراق لکلِّ الحواجز فی النَّص ومغامرةٌ فی فضاء النَّص للنیل إلی فهم حقیقی عنه. إنَّ خطاب بدر شاکر السَّیاب لا یزال یتمتَّع  بهالة من الفضاءات البکورة رغمَ الزَّخم الهائل الّذی کُتب عن هذا الخطاب الشعری ونری أن المقاربة السیمیائیة فی هذا الخطاب، هی الطریقة الیتیمة التی تفتح أمام المتلقی جمالیات هذا الخطاب کما أن لها دورا فذا فی کشف العالم الإیحائی لهذا الخطاب وتقدیم معرفة دقیقة عن إیدئولوجیاته بإزالة الستار عن وجوه العلامات والإشارات النَّصیة التی تحفل بها خطاب السَّیاب. نحاول فی هذه المقالة من خلال المنهج الوصفی- التحلیلی، أن ندرس قصیدة العودة لجیکور لبدر شاکر السیاب؛ هذه القصیدة من أشهر قصائدِه التی أنشدها فی مرحلة التموزیة أو الواقعیة الجدیدة لیُجسِّد بها المفارقة الألیمة بینَ المدینة والریف، هذه القصیدة ثورةٌ علی المکان/المدینة فی بعدها السِّیاسی، والاجتماعی و الاقتصادی و تشبثٌ بالمکان/جیکور... . إنه فی هذه القصیدة وظَّف لغة إیحائیة ذات السُّلطة علی المتلقِّی ووظَّف رموزاً کثیرةً فی صیاغة تعبیریة تقدم تصویراً یتمتَّع بالشّفافیة عن المدینة التی جعلته یشعر بالغربة بکلِّ أشکالها. إن السیاب هنا یرسم ملامح المدینة التی فقدت فاعلیتها والتی تسلب النازح إلیها سروحه الفکری وتقف بوجهها المادی فی وجه الإنسان المعاصر مما جعل السیاب فی حنین دائمٍ إلی جیکور تلک القریة الوادعة المسالمة إلی أولئک الناس الذین تخلَّصوا من براثن المادة وأقاموا علاقاتهما بعیده عنها وعن مفهومها.

متن

تبلیغات