آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۶

چکیده

یستعین الکاتب أو الراوی فی الأدب القصصی، بمختلف القوالب للتطّرق إلی أحداث القصّة وشخصیّاته القصصیّة ویُعدُّ التداعی الطّلیق واحداً منها. فی التداعی الطّلیق یستحضر مفهومٌ واحد مفاهیم أخری إلی الذهن بناءً علی أصول التجاور أو التشابه أو التضاد فمن جرّاء ذلک یتبع الکاتب الموضوعات الجدیدة بصورةٍ متتالیةٍ مستعیناً باستدعائها کما نلاحظ فی قصّة ""ساعة الکوکو"" القصیرة من مجموعة ""کان ما کان"" القصصیّةِ لمیخائیل نعیمة، الأدیب والمجُدِّد اللبنانیّ الکبیر. تستحضر فی هذه القصّة، أجزاءُ تصویرٍ واحدٍ أو حدثٍ واحدٍ، أجزاءً أخری أو حدثاً آخر. وقد خلق الکاتب هذا الأثر الثمین مُوَظِّفاً فیه التقنیاتِ السردیّةَ المختلفةَ عن وعی أو غیر وعی، مما أدّی تشابک عنصر العمل القصصیّ مع الشعور وتجربة الراوی، إلی تسلُّل کثیر من الأحداث الموجودة فی القصّة إلی ذهن الکاتب إثرَ تأثّره بأصل تداعی المفاهیم. تأتی أهمیّةُ ودورُ التداعی الطّلیق، فی هذا البحث، فی استدعاء الأحداث وتشکیلها، وأنماطه المختلفة بعد الإتیان بالأصول والأسس التی تحکمه. وأُثبِتَ أنَّ میخائیل نعیمه- بالاستفادة من التداعی الطّلیق وهروباً من التکرار الذی لافائدة فیه- أقبل علی استحضار ذکریات شخصیّات القصّة ثمّ تَطرّقَ إلی بیان تفاصیل حیاة شخصیّات القصّة وحلّ مشاکلهم بواسطة أصل التشابه الذی کان أکثرَ تطبیقاً فی القصّة وکذلک بمساعدة أصلی التجاور والتضادّ.

تبلیغات