آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۶

چکیده

إنّ الحیاة کلّها توازن وتقابل وتضاد ویعود قسمٌ کبیر من تفکیر الإنسان إلی الجمع بین المتضادات. مِن هذا المنطلق وعلى أساس فکرة أنّ ""کلّ شیء فی الوجود یحمل معه نقیضه"" اهتمّ باحثون کثیرون بدراسة الثنائیات. وإنّ لامیةَ العرب المنسوبة إلى الشنفری تُعدّ من الأشعار التراثیة الغنیة بالتقابلات. لذلک فقد عمدنا إلى دراسة الثنائیات المتقابلة فیها فی مستویات النص المختلفة، حیث قمنا بدراسة النُّظم اللغویة والمفردات والمعانی، قاصدین البحث عمّا فی هذه القصیدة من تقابلات فی ضوء الأنثروبولوجیا الثقافیة التی تعدّ فرعاً من الفروع الکثیرة للأنثروبولوجیا (علم الإنسان)، محاولین الکشف عن هذه الثنائیات أولاً ثمّ البحث عن طوایا معانیها مستنجدین بنظرة أعمق إلى شخصیة الشاعر وبیئته، مربئین بأنفسنا عن الخوض فی معارک النقّاد حول قضیة نحل لامیة العرب على الشنفرى. وقد وجدنا أنّ من أهمّ الثنائیات المنطویة تحت هذه التقابلات هی ثنائیة الفصل والوصل، والإباء والهوان، والجوع والشبع، والرقة والشدة، والجلد والفزع وغیرها ممّا تناولناها لوحةً بعد لوحة. وخلاصة القول أنّ الثنائیات الضدیة التی توجد فی لامیة العرب تشکل منظومة دلالیة تکشف فی کثیر من الأحیان عن الثّنائیة الذاتیة المنطویة فی نفسیة الشاعر، وهی ثنائیة الإیجاب - السلب المتجسدة فی تقابل الخیر - الشر، والتی یستخدمها الصعلوک غالباً لإبراز مواقفه الفکریة حیال الکون والحیاة.

تبلیغات