آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۲

چکیده

إنّ الشعر الشعبی یمثّل جزءا ضخما من التراث الثقافی والأدبی لکل شعب، ومتممّا له، فلا یمکن فصله عن دراسة الأدب الفصیح، إذ یحفظ بین دفتیه بعض الجوانب اللغویة، والثقافیة، والأدبیة. وقد حظی هذا النوع من الشعر العامی فی سائر البلدان بالإهتمام والعنایة من قبل الباحثین المهتمین بالدراسات الفولکلوریة، فکلما زادت هذه الدراسات تکشّفت لنا قضایا هامة، وأیقنّا أنّ هذا النمط الشعری بإمکانه أن یقدّم لنا مادة لغویة وثقافیة وأدبیة تساعدنا علی معرفة الشعوب وآدابها. والشعر الشعبی فی خوزستان أیضا له مکانته الخاصة فی الأوساط الأدبیة فهناک الکثیر من الأنماط الشعریة الشائعة علی مستوی الدول العربیة انتشرت لأول مرة فی محافظة خوزستان ثم انتقلت للبدان الأخری، وأحیانا تمّ تسجیلها بإسم هذه البلدان العربیة؛ لأنّ الشعر العامی الخوزستانی وحتی الفصیح لم یجد من یرعاه ویقوم بدراسته وإن وُجِدت إهتمامات فما هی إلا إشارات عابرة أو محاولات مبعثرة فی طیات الکتب. وإنّنا فی هذه المقالة قمنا بدراسة میدانیة فی محافظة خوزستان ودرسنا من خلالها الشعر المحکی بلهجة سکانها العرب. فحاولنا أن نسلّط الضوء علی أقدم نوع من الشعر الشعبی وهو الموال- الفن الذی طالما أهمله الباحثون- وبیّنا فیه موطن الموال، ونشأته، وأنواعه، ووزنه، وأغراضه، وروّاده؛ وقد توصّلنا فی بحثنا إلی هذه النتیجة أنّ الموال هو أقدم فن فی مجال الشعر الشعبی وباستطاعته أن یلعب دوراً هاماً فی الحفاظ علی اللهجة المحکیة وانتقال مختلفِ المفاهیمِ الإجتماعیةِ والسیاسیةِ فی العصرِ الراهنِ.

تبلیغات