آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۶

چکیده

أسهمت مظاهرُ اختلاف الآراء وتعدّد الأوجه الإعرابیة فی ولادة ظاهرة الترجیح فی النحو العربیّ، وقد عزّزها المنطقُ السائد بین النُّحَاة من أنّ أقوالهم النحویّة لیست قواعدَ ثابتةً لا تتغیرُ، وأنّ الکلام یخضع إلى سیاقه ومقامه بالدرجة الأولى، وتتحکّم به شبکةٌ قویةٌ من العلاقات اللفظیة والمعنویة تَصْهَر أبعادَه الدلالیة فی صنعتِه النحویّةِ. هذا البحث یتناول، بحلّةٍ جدیدةٍ، بعضَ مسائل العطف التی تداولتها کتب النُّحَاة القدامى، مرکّزاً على دوافع النُّحَاة للترجیح بین الأوجه المحتملة لتراکیب العطف، وانتقاء الوجه الأقرب إلى الصواب دون الإضرار بالمعنى، أو الإخلال بمعاییر أحکام النحو وقواعده وفصاحته. وقد انطلق فی اتجاهین: اتجاهٌ توصیفیٌّ؛ شَرَحَ مصطلح الترجیح فی إطاره اللغوی والاصطلاحی مبیّناً مفرداته فی کتب النُّحَاة القدامى، واتجاهٌ تطبیقیٌّ؛ بَسَطَ مسائلَ العطف المُشْکلة، وعَرَضَ الأوجهَ الإعرابیة التی قِیلت فیها والأدلّة والشواهد التی سِیقتْ فی برهانها والاحتجاج علیها، مرجّحاً الوجه الذی رآه مناسباً للمعنى والقصد. ثم خلص البحثُ إلى نتائجَ تؤکّد أهمیةَ أنْ یُوظّف الترجیحُ النحوی فی مسائل النحو التی اکتَسَتْ طابعَ الخلاف وضرورةَ أنْ یراعیَ مستویاتِ النصِّ اللغویةَ وسیاقَه الدّلالی.

تبلیغات