آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۰

چکیده

یعدّ العصر العباسی فترة ذهبیة للأدب والعلم فی التاریخ الإسلامی وقد تسربت الثقافة الفارسیة فی المجتمع العباسی وتبلورت ملامحها فی طیّات کتب الأدب وأضابیرها واعتبر البعض ذلک سیطرة الأثر الفارسی ونفوذه الغالب ولکن هل هم مصیبون فیه؟ لقد حاولنا الإجابة عن هذا السؤال ولقد تراءت بین حین وآخر وقد اتسمت الثقافة فی هذا العصر بطابع فارسی واستمدّ المجتمع العباسی فی عصره الأول بعض العناصر الثقافیة من الثقافة الفارسیة وتبلور بذلک الأثر الفارسی فی تکوین الثقافة الإسلامیة. لقد تواردت الألفاظ الفارسیة ذات دلالات مختلفة لتکشف ظاهرة التفاعل والتمازج الثقافی الذی مهّد الأرضیّة لتشیید صرح الثقافة الإسلامیة الراقیّة بما تداخل فیها من الأثر الفارسی. وقد قمنا بضبط ألفاظ الثقافة العباسیّة مصنّفة فی مجالات الحیاة المختلفة، وموثقة فی ضوء نصوص کتب الجاحظ، مع دراسة دلالتها بدقّة فی ضوء معاجم التراث العربی وتأصیل الدخیل من الفارسیة . وتعدّ أعمال الجاحظ من خیر النماذج التطبیقیة للحضور الفارسی فی الثفافة الإسلامیة . وقد توصّلنا إلی أنّ هذا الأثر الفارسی ینمّ عن ظروف مهّدت الأرضیة للتواصل والتفاعل بین الثقافات الوافدة فی العصر العباسی ما نتجت عنه الحضارة الإسلامیة وطلیعة التطور فی جمیع المجالات العلمیة والثقافیة وصوّرنا بذلک جانباً من هذا التواصل.

تبلیغات