آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۵

چکیده

ظاهرة التّرادف قضیة محوریة فی الدراسات اللسانیة، قدیمها وحدیثها، وهی قضیة متداخلة فی کل العلوم والاختصاصات الأخرى ویترتّب علیها آثارٌ وضعیةٌ مع وجود الاختلاف حول التّرادف نفسه، وحول مدى فاعلیته أو أوجه الاستفادة منه؛ کما یعدُّ التّرادف من الظواهر اللغویَّة المهمّة؛ لعلاقة الألفاظ بالمعانی من أثر التواصل بین الناسِ؛ ففکرة التّرادف فی حقیقتِها مسألةٌ دلالیةٌ قبل کلّ شیءٍ، تتعلّقُ بالمعنى وما یعتریه من تغیّر من جراء الاستعمال. فقام البحث بدراسة ما هی المسمّاة بالترادف فی ألفاظ نهج البلاغة، وقدتوصّلنا إلى نتائج من أبرزها أنّ مفهوم التَّرادُف لایعنی الاتحاد التامّ فی المعنى، ولا یعنی المساواة فی الدلالة، وإلاّ لسمیّت بالألفاظ المتساویة، وإنّما هی مترادفة بمعنى أنّ بعضها یقوم مقام بعض. وإنّ التَّرادُف ظاهرة موجودة فی اللغة العربیة، ولکن لیس بالکثرة المزعومة، فإنّ أغلب ما سمّی بالمترادف لا صحّة له، وربّما کان لخلط جامعی الألفاظ المترادفة ومنهجهم الأثر فی ذلک. ومن نتائج التطبیقات على نصوص نهج البلاغة، اتضح خلوّه من ظاهرة التَّرادُف، لوجود الفروق الدلالیة بین المفردات؛ فإنّ نهج البلاغة جاء سیاقه اللغوی مطابقاً سیاقه الاجتماعی من قبل واضعه، فالکلمة فی نهج البلاغة، اختارها الإمام علی (ع) قاصداً لفظاً ومعنى فی موقعها المحدّد، فهی أصیلة فی وضعها ومعناها. والمنهج المتّبع فی البحث هو المنهج الوصفیّ، ولعل هذا المنهج یَتلاءمُ مع طبیعة البحث حول الترادف.

تبلیغات